لا بدّ من التّعريف بهذا المنتوج الذي يعتبر رافدا مهمّا للسّياحة الثّقافيّة والبيئية بالمنطقة، ويتمثّل هذا النّشاط في إعداد مسالك سياحيّة لمن يرغب في قطع مسافات تجمع بين والسّياحة والثّقافة والطبيعة.

ويقع إعداد المسالك واختيارها على مسافات تتوفر بها مقومات السّياحة الثّقافيّة والبئية عبر بعض المواقع ذات القيمة التّاريخيّة أو الجغرافيّة أو الجيولوجيّة أو البيئيّة… أو غيرها.  ( اختيار المسلك، اختيار العلامات الإشارات،  رسم الخريطة و تحديد الموقع الجغرافي الدّقيق…)

وقد وقع في هذا الإطار رسم مسلك رئيسي ينطلق من الموقع الأثري بكستيليا مرورا بدقاش والوديان ليصل إلى شط الجريد والحديقة الوطنية بدغومس، وهو مسلك يمكّن السّائح من ملاحظة مختلف التكوّنات الجيولوجية والخصائص الجيومرفولوجية للمنطقة و زيارة القرى المحاذية لشط الجريد كما تتاح له فرصة الإطلاع على المشاهد الطبيعية والواحية والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية حيث يكون مسلك الذّهاب مختلفا على مسلك الرّجوع.

 ويتنقّل السّائح (منفردا أو ضمن مجموعة) عبر المسلك إما برفقة دليل سياحي أو بالإعتماد على الخرائط و واللافتات والرّموز التي توضع مسبقا على المسلك تتضمّن معلومات دقيقة يصف بعضها نوعية المسلك ومكوّناته و يحدّد البعض الآخر مختلف معالم الطّريق ضمانا لوصول السّائح . ومن فوائد هذه السياحة البديلة اكتشاف وتشجيع العناية بالمخزون التراثي والمحافظة على التنوّع البيولوجي لشط الجريد والمناطق المحاذية له.

ويندرج صياغة هذا المسلك ضمن أنشطة مشروع “المسلك الجيوسياحي لشط الجريد من أجل التنمية المستدامة و المحافظة على التنوّع البيولوجي” بالشراكة مع الإتحاد الدولي لصون الطبيعة. ويهدف المشروع الذي يقع في الجزء الشمالي لشط الجريد إلى تثمين المنظومات البيئية والمخزون الحضاري والثقافي لشط الجريد والمناطق المحاذية له وتدعيم الحركية الإقتصادية من خلال إيجاد سياحة متضامنة ومسؤولة تراعي التوازنات البيئية الهشة للمنطقة وتحد من مخاطر التغيرات المناخية.